الاسباب المفيدة لاكتساب الاخلاق الحميدة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الاسباب المفيدة لاكتساب الاخلاق الحميدة
بسم الله الرحمن الرحيم
احبتي في الله ... هذا كتاب من اجمل ما قرأت بحثت عنه حتى اعانني الله بفضله و منه و كرمه و وجدته في احد المواقع و سوف اقوم بنقله هنا على شكل سلسله .
اسأل الله ان يعينني على اكماله و ان يكتب لنا و لكم الاجر و المثوبة و الفائده .
اسم الكتاب :الأسباب المفيدة في اكتساب الأخلاق الحميدة
المؤلف :
محمد بن إبراهيم الحمد
احبتي في الله ... هذا كتاب من اجمل ما قرأت بحثت عنه حتى اعانني الله بفضله و منه و كرمه و وجدته في احد المواقع و سوف اقوم بنقله هنا على شكل سلسله .
اسأل الله ان يعينني على اكماله و ان يكتب لنا و لكم الاجر و المثوبة و الفائده .
اسم الكتاب :الأسباب المفيدة في اكتساب الأخلاق الحميدة
المؤلف :
محمد بن إبراهيم الحمد
- 1 -
أسباب اكتساب حسن الخلق
لا ريب أن أثقل ما على الطبيعة البشرية تغيير الأخلاق التي طبعت عليها النفس، إلا أن ذلك ليس متعذراً ولا مستحيلاً.
بل إن هناك أسباباً عديدةً، ووسائلَ متنوعةً يستطيع الإنسان من خلالها أن يكتسب حسن الخلق، ومن ذلك ما يلي:
1- سلامة العقيدة: فشأن العقيدة عظيم، وأمرها جلل; فالسلوك - في الغالب - ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر، وما يعتقده من معتقد، وما يدين به من دين.
والانحراف في السلوك إنما هو ناتج عن خلل في المعتقد.
ثم إن العقيدة هي الإيمان، وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً; فإذا صحت العقيدة حسنت الأخلاق تبعاً لذلك; فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق من صدق، وكرم، وحلم، وشجاعة، ونحو ذلك.
كما أنها تَرْدَعُه وتَزُمُّه عن مساوئ الأخلاق من كذبٍ، وشحٍّ، وطيشٍ، وجهل، ونحوها.
2- الدعاء: فالدعاء باب عظيم، فإذا فتح للعبد تتابعت عليه الخيرات، وانهالت عليه البركات.
فمن رغب بالتحلي بمكارم الأخلاق، ورغب بالتخلي من مساوئ الأخلاق - فليلجأ إلى ربه، وليرفع إليه أكف الضراعة; ليرزقه حسن الخلق، ويصرف عنه سيئه; فالدعـاء مفيد في هـذا الباب وغيره، ولهذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - كثير الضراعة إلى ربه يسأله أن يرزقه حسن الخلق، وكان يقول في دعاء الاستفتاح: " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق; لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها; لا يصرف عني سيئها إلا أنت " .
وكان من دعائه: " اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأهواء، والأعمال، والأدواء " .
وكان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن ، والهرم، والبُخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات " .
3- المجاهدة: فالمجاهدة تنفع كثيراً في هذا الباب; ذلك أن الخلق الحسن نوع من الهداية يحصل عليه المرء بالمجاهدة.
قال - عز وجل - : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ ) [العنكبوت: 69] .
فمن جاهد نفسه على التحلي بالفضائل، وجاهدها على التخلي من الراذئل حصل له خير كثير، واندفع عنه شر مستطير; فالأخلاق منها ما هو غريزي فطري، ومنها ما هو اكتسابي يأتي بالدربة والممارسة.
والمجاهدة لا تعني أن يجاهد المرء نفسه مرة أو مرتين أو أكثر، بل تعني أن يجاهد نفسه حتى يموت; ذلك أن المجاهدة عبادة، والله - تبارك وتعالى - يقول: ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) [الحجر: 99].
4- المحاسبة: وذلك بنقد النفس إذا ارتكبت أخلاقاً ذميمة، وحَمْلِها على ألا تعود إلى تلك الأخلاق مرة أخرى، مع أخذها بمبدأ الثواب إذا أحسنت، وأخذها بمبدأ العقاب إذا توانت وقَصَّرَتْ.
فإذا أحسنت أراحها، وأجَمَّها، وأرسلها على سجيتها بعض الوقت في المباح.
وإذا أساءت وقَصَّرَتْ أخذها بالحزم والجد، وحرمها من بعض ما تريد.
على أنه لا يَحْسُنُ المبالغة في محاسبة النفس; لأن ذلك قد يؤدي إلى انقباضها وانكماشها.
قال ابن المقفَّع: " ليحسن تعاهدُك نَفسَك بما تكون به للخير أهلاً، فإنك إن فعلت ذلك أتاك الخير يطلبك كما يطلب الماء السيل إلى الحدورة " .
5- التفكر في الآثار المترتبة على حسن الخلق: فـإن معرفة ثمـرات الأشـياء، واستحـضـار حسن عواقبها - من أكبر الدواعي إلى فعلها، وتمثلها، والسعي إليها.
فكلما تَصَعَّبَت النفس فذكِّرها تلك الآثار، وما تجني بالصبر من جميل الثمار; فإنها حينئذ تلين، وتنقاد طائعة منشرحة; فإن المرء إذا رغب في مكارم الأخلاق، وأدرك أنها من أولى ما اكتسبته النفوس، وأجل غنيمة غنمها الموفقون - سهل عليه نيلها واكتسابها.
6- النظر في عواقب سوء الخلق: وذلك بتأمل ما يجلبه سوء الخلق من الأسف الدائم، والهم الملازم، والحسرة والندامة، والبغضة في قلوب الخلق; فذلك يدعو المرء إلى أن يُقْصِرَ عن مساوئ الأخلاق، وينبعث إلى محاسنها.
7- الحذر من اليأس من إصلاح النفس: فهناك من إذا ابتلي بمساوئ الأخلاق ظن أن ذلك الأمر ضربة لازب لا تزول، وأنه وصمة عار لا تنمحي.
وهناك من إذا حاول التخلص من عيوبه مرة أو أكثر فلم يفلح - أيس من إصلاح نفسه، وترك المحاولة إلى غير رجعة.
وهذا الأمر لا يحسن بالمسلم، ولا يليق به أبداً; فلا ينبغي له أن يرضى لنفسه بالدُّون، وأن يترك رياضة نفسه; زعماً منه أن تبدُّل الحال من المحال.
بل ينبغي له أن يُقَوِّيَ إرادته، ويشحذ عزمته، وأن يسعى لتكميل نفسه، وأن يجدَّ في تلافي عيوبه; فكم مِنَ الناس مَنْ تبدَّلت حاله، وسمت نفسه، وقلَّت عيوبُه; بسبب دَرَبَتِهِ، ومجاهدته وسعيه، وجِدِّه، ومغالبته لطبعه.
قال ابن المقفع: " وعلى العاقل أن يحصيَ على نفسه مساويها في الدين، والأخلاق، وفي الآداب، فيجمع ذلك كله في صدره، أو في كتاب، ثم يكثر عرضه على نفسه، ويكلفها إصلاحه، ويوظف ذلك عليها توظيفاً من إصلاح الخَلَّة أو الخلتين في اليوم، أو الجمعة، أو الشهر.
فكلما أصلح شيئاً محاه، وكلما نظر إلى محو استبشر، وكلما نظر إلى ثابت اكتأب ".
...............................................
و للحديث صله باذن الله تعالى
أسباب اكتساب حسن الخلق
لا ريب أن أثقل ما على الطبيعة البشرية تغيير الأخلاق التي طبعت عليها النفس، إلا أن ذلك ليس متعذراً ولا مستحيلاً.
بل إن هناك أسباباً عديدةً، ووسائلَ متنوعةً يستطيع الإنسان من خلالها أن يكتسب حسن الخلق، ومن ذلك ما يلي:
1- سلامة العقيدة: فشأن العقيدة عظيم، وأمرها جلل; فالسلوك - في الغالب - ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر، وما يعتقده من معتقد، وما يدين به من دين.
والانحراف في السلوك إنما هو ناتج عن خلل في المعتقد.
ثم إن العقيدة هي الإيمان، وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً; فإذا صحت العقيدة حسنت الأخلاق تبعاً لذلك; فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق من صدق، وكرم، وحلم، وشجاعة، ونحو ذلك.
كما أنها تَرْدَعُه وتَزُمُّه عن مساوئ الأخلاق من كذبٍ، وشحٍّ، وطيشٍ، وجهل، ونحوها.
2- الدعاء: فالدعاء باب عظيم، فإذا فتح للعبد تتابعت عليه الخيرات، وانهالت عليه البركات.
فمن رغب بالتحلي بمكارم الأخلاق، ورغب بالتخلي من مساوئ الأخلاق - فليلجأ إلى ربه، وليرفع إليه أكف الضراعة; ليرزقه حسن الخلق، ويصرف عنه سيئه; فالدعـاء مفيد في هـذا الباب وغيره، ولهذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - كثير الضراعة إلى ربه يسأله أن يرزقه حسن الخلق، وكان يقول في دعاء الاستفتاح: " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق; لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها; لا يصرف عني سيئها إلا أنت " .
وكان من دعائه: " اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأهواء، والأعمال، والأدواء " .
وكان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن ، والهرم، والبُخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات " .
3- المجاهدة: فالمجاهدة تنفع كثيراً في هذا الباب; ذلك أن الخلق الحسن نوع من الهداية يحصل عليه المرء بالمجاهدة.
قال - عز وجل - : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ ) [العنكبوت: 69] .
فمن جاهد نفسه على التحلي بالفضائل، وجاهدها على التخلي من الراذئل حصل له خير كثير، واندفع عنه شر مستطير; فالأخلاق منها ما هو غريزي فطري، ومنها ما هو اكتسابي يأتي بالدربة والممارسة.
والمجاهدة لا تعني أن يجاهد المرء نفسه مرة أو مرتين أو أكثر، بل تعني أن يجاهد نفسه حتى يموت; ذلك أن المجاهدة عبادة، والله - تبارك وتعالى - يقول: ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) [الحجر: 99].
4- المحاسبة: وذلك بنقد النفس إذا ارتكبت أخلاقاً ذميمة، وحَمْلِها على ألا تعود إلى تلك الأخلاق مرة أخرى، مع أخذها بمبدأ الثواب إذا أحسنت، وأخذها بمبدأ العقاب إذا توانت وقَصَّرَتْ.
فإذا أحسنت أراحها، وأجَمَّها، وأرسلها على سجيتها بعض الوقت في المباح.
وإذا أساءت وقَصَّرَتْ أخذها بالحزم والجد، وحرمها من بعض ما تريد.
على أنه لا يَحْسُنُ المبالغة في محاسبة النفس; لأن ذلك قد يؤدي إلى انقباضها وانكماشها.
قال ابن المقفَّع: " ليحسن تعاهدُك نَفسَك بما تكون به للخير أهلاً، فإنك إن فعلت ذلك أتاك الخير يطلبك كما يطلب الماء السيل إلى الحدورة " .
5- التفكر في الآثار المترتبة على حسن الخلق: فـإن معرفة ثمـرات الأشـياء، واستحـضـار حسن عواقبها - من أكبر الدواعي إلى فعلها، وتمثلها، والسعي إليها.
فكلما تَصَعَّبَت النفس فذكِّرها تلك الآثار، وما تجني بالصبر من جميل الثمار; فإنها حينئذ تلين، وتنقاد طائعة منشرحة; فإن المرء إذا رغب في مكارم الأخلاق، وأدرك أنها من أولى ما اكتسبته النفوس، وأجل غنيمة غنمها الموفقون - سهل عليه نيلها واكتسابها.
6- النظر في عواقب سوء الخلق: وذلك بتأمل ما يجلبه سوء الخلق من الأسف الدائم، والهم الملازم، والحسرة والندامة، والبغضة في قلوب الخلق; فذلك يدعو المرء إلى أن يُقْصِرَ عن مساوئ الأخلاق، وينبعث إلى محاسنها.
7- الحذر من اليأس من إصلاح النفس: فهناك من إذا ابتلي بمساوئ الأخلاق ظن أن ذلك الأمر ضربة لازب لا تزول، وأنه وصمة عار لا تنمحي.
وهناك من إذا حاول التخلص من عيوبه مرة أو أكثر فلم يفلح - أيس من إصلاح نفسه، وترك المحاولة إلى غير رجعة.
وهذا الأمر لا يحسن بالمسلم، ولا يليق به أبداً; فلا ينبغي له أن يرضى لنفسه بالدُّون، وأن يترك رياضة نفسه; زعماً منه أن تبدُّل الحال من المحال.
بل ينبغي له أن يُقَوِّيَ إرادته، ويشحذ عزمته، وأن يسعى لتكميل نفسه، وأن يجدَّ في تلافي عيوبه; فكم مِنَ الناس مَنْ تبدَّلت حاله، وسمت نفسه، وقلَّت عيوبُه; بسبب دَرَبَتِهِ، ومجاهدته وسعيه، وجِدِّه، ومغالبته لطبعه.
قال ابن المقفع: " وعلى العاقل أن يحصيَ على نفسه مساويها في الدين، والأخلاق، وفي الآداب، فيجمع ذلك كله في صدره، أو في كتاب، ثم يكثر عرضه على نفسه، ويكلفها إصلاحه، ويوظف ذلك عليها توظيفاً من إصلاح الخَلَّة أو الخلتين في اليوم، أو الجمعة، أو الشهر.
فكلما أصلح شيئاً محاه، وكلما نظر إلى محو استبشر، وكلما نظر إلى ثابت اكتأب ".
...............................................
و للحديث صله باذن الله تعالى
صقر الامل- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 277
تاريخ التسجيل : 03/06/2007
ashraf- عضو نشيط
-
عدد الرسائل : 204
العمر : 63
الموقع او المنتدى : www.dreams.top-board.com
تاريخ التسجيل : 03/06/2007
رد: الاسباب المفيدة لاكتساب الاخلاق الحميدة
اخى العزيز اشكرك على ردك على تلك الرسالة واتمنى لك دوام الاطلاع والمتابعة
مع ارق تحياتى
مع ارق تحياتى
صقر الامل- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 277
تاريخ التسجيل : 03/06/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى